Thursday, August 4, 2011

فتاة البوريفاج

انعكس ضوء القمر الخافت علي مياه شاطئ البوريفاج بمدينة الاسكندرية ليتناغم مع النسمة المنعشة لتلك الليلة الرمضانية الجميلة جعلتني احاول ان استمتع بكل لحظة هادئة وقمت باستغلال فرصة خلو الشاطئ في هذا الشهر الكريم لكي اقضي ليلتي في تناول اقداح الشاي الدافئ ومتحدثا بين الحين والحين مع صديقي الاسمر اللون والاخر ذو الشارب المميز الذي يرتدي نظارة تتواري خلفها عيون لها نظرة مميزة ليس لها مثيل.وعندما بدا الملل في التسرب الينا ذهب صديقي ذو الشارب المميز لكي يحضر لنا لعبة"الدومينو"وبعد تجاهل محاولات صديقي الاسمر في تعليمنا لعبة جديدة تلعب بقطع الدومينو قررنا البدء في اللعب بالطريقة التقليدية وعندئذ فقط رن الهاتف الجديد لصديقي ذو الشارب المميز معلنلا عن بدء مكالمة من النوع الرومانسي الطويل وفي هذه الاثناء قررنا انا وصديقي الاسمر البدء في اللعب بمفردنا وفي نفس الوقت سمعنا صوتها كالهمس نظرنا في وقت واحد الي الطاولة المجاورة لنا والتي كان يجلس عليها شاب وفتاة محجبة يتحدث جسدها بكل لغات العالم وقررنا ان نتسلي اثناء اللعب بمتابعتهم عن كثب .لم ندرك حينها ان المشهد سيكون اكثر عمقا من مجرد اثنين من العشاق اختاروا مكانا هادئا وجميلا بعيدا عن الناس,ولكن مشهد اقتراب وجه الشاب من وجه الفتاة جعلنا ندرك اننا امام بداية مشهد من العلاقة الحميمة بلا ادني شك فتصنعنا اننا مندمجين في لعب تلك اللعبة السخيفة ولكن حواسنا انا وصديقي الاسمر تتابع يد الشاب وهي تتفحص بعناية جسد الفتاة وعينان الفتاة تذوب في جفونها لتعلن انها اصبحت في الجانب الاخر من العالم وساعدها علي ذلك "الشيزلونج" التي كانت تجلس عليها او بمعني ادق نائمة فوقه في الوصول بسهولة الي العالم الاخر ,اثناء ما كان الشاب الطويل عريض المنكبين يتذوق طعم شفاة حبيبته كانت تدور معركة بداخل صدر صديقي ذو الشارب المميز الذي فضل ان ينهي مكالمته الرومانسية ليتابع هذا المشهد عن كثب مثلنا الذي كان بين ناريين اما ان ينفجر في وجه هذا الشاب المتبجح او يتابع هذا المشهد الي النهاية ولكن انحناء الفتاة علي صدر الشاب انهي تلك المعارك وقرر ان ينضم الي مقاعد المتفرجين,لحظات تمر والاوضاع لا تتكرر بالنسبة للعاشقين فاما هي بداخل احضان حبيبها واما هو يتجرع عسل شفتاها بكل شغف,تتلاحق انفاسهما ليهيئ لنا ان صوت انفاسهما اعلي من صوت ارتطام مياه البحر بجوانب الجسر الذي يمر بعمق داخل المياه حيث الهدوء والظلام وعندما اعلنت انني الفائز علي صديقي الاسمر في "فورة الدومينو"كان الشاب والفتاة يلملمان انفسهم لمغادرة المكان تاركين "الشيزلونج "الخاص بالفتاة يشع حرارة هذا ما نطق به صديقي ذو الشارب المميز وهو يحضره ليجلس عليه وتناولنا اطراف الحديث سويا وعندما قرر ذو الشارب المميز ان يكمل مكالمته الرومانسية جلس صديقي الاسمر علي "الشيزلونج"ولكنه عثر صدفة علي "دبوس طرحة"الخاص بتلك الفتاة.وانتهي يومي ككل يوم ولكن عقلي مازال مشغولا بفكرة واحدة,كيف جلس صديقي ذو الشارب المميز علي ال"شيزلونج"ولم يشعر بالدبوس الخاص بفتاة البوريفاج

بقلم:اراجوز

No comments:

Post a Comment