ينتشر الدخان من حولي ليختفي المشهد تماما ويكاد ان يكون من المستحيل ان اري بوضوح ما يجري حولي ,من المؤكد ان القارئ المصري لهذه الكلمات سيظن اني اتحدث عن الوضع السياسي للوطن الان,ولكني اتحدث عن غرفتي وليس وطني واتحدث عن دخان الحشيش الذي يغذي راسي علي هيئة انفاس تتوالي ولا ادري هل الرؤية اصبحت غير واضحة جراء كثرة الدخان ام جراء مفعول المخدر الذي يسيطر علي اوصالي يجعلني اتباطئ في اتخاذ اي قرار وتمر الدقائق كالساعات,عجبا من تشابه الموقفين فلا يري المصريون الموقف جيدا الان ولا احد يعرف ما هو السر وراء ذلك ,هل هو التواطؤ السياسي الذي يجعلنا كارخص دمية في يد من يريد ان يتلاعب بنا او يحاول ان يهرب بجرائمه او حتي ان ينتقم من كل مصري قال لا ,لن اسكت علي هتك عرض بلادي.
ام السبب وراء انعدام الرؤية هو الجهل السياسي والنقص في معدل الانتماء جراء الشعور بالجوع والعجز هو ما يجعلنا ننقسم الي عدة فرق ويضيع المجهود والوقت في قضايا عبثية تبدا باسم معرفة ثم نجعل كلمة" اولا "ملتصقة بها
استطعت التمييز من بين طبقات الدخان السميكة العود القديم الذي يذكرني بالايام الجميلة قبل ما يصبح ليس له تاثير علي نفسيتي وينتصر عليه الحشيش ويصبح هو الوحيد القادر علي وضعي علي طريق نسيان الهموم ,وعندما نظرت اليه تذكرت كل مصري ينظر الي ميدان التحرير ويتذكر الايام الاولي للثورة عندما كان المصريون يزرعون ياسمين الحرية.
"ايه الدماغ الجامدة دي" اندفعت تلك الكلمات مني عندما تنبهت لتلك التشابهات المتتالية ,ابتسمت ابتسامة بلهاء وتناولت كوب من الماء لتبريد جوفي من الدخان الساخن المتتالي وقررت بيني وبين نفسي قرار العمر
اني لن اشرب حشيش الا من هذه النوعية.
No comments:
Post a Comment